على مر العصور كانت مهمة الرحالة مهمة شبه مستحيلة لصعوبتها ولانها تحتاج لعزيمة وصمود وصبر وشغف ولايمكن لاي احد القيام بها وتتم لغرض الاستكشاف والتعرف وغيرها من الاغراض وقد كان للرحالة العرب دور سباق في هذا المجال في سابق العصور واشهرهم ابن بطوطة وابودلف واحمد بن ماجد وغيرهم الكثير والعديد من الاسماء المميزة
ونجد في العصر الحديث هنالك من سار على درب هؤلاء العظماء واضاف بصمته الخاصة مما جعلهم يخلدون اسمائهم بانجازاتهم وكتاباتهم واصبحو ملهمين للعديد من الشباب لدخول هذا المجال الشيق وصارو من اشهر الرحالة فمنهم الرحالة السعودي محمد ناصر العبود رحمة الله والرحالة التونسي بوراوي رقية سوف نتطرق لمسيرتهم العطرة في هذا المقال فالنتعرف سويا عليهم
بوراوي رقية
يعتبر بوراوي رقية من اشهر الرحالة العرب في العصر الحديث واكبرهم واكثرهم زيارة للدول حيث زار اكثر من 200دولة في العالم
ولد في العام 1942م بتونس عمل استاذ جامعي في الفيزياء والكيمياء
بداياته
بداء شغفة بالسفر منذ كان طفلا في المرحلة الابتدائية وفي الكشافة التونسية في خمسينيات القرن الماضي بينما ايضا ساهمت وظيفة والدة كرئيس محطة قطارات ومراقبة حركتها في الذهاب والقدوم في تنامي غريزة حب الاستكشاف وخوض المغامرة
رحلاته وانجازاته
اولى سفراته كانت للجزائر في لعام 1965م واخر سفراته كانت الي شيكاغو في العام 2017م زار خلال مسيرته 53بلد افريقي و45بلد اوربي و44بلد اسيوي والف عشرة كتب ، وقد استحدث اطول رحلة قام بها 6شهور عندما سافر من فرنسا الى هاييتي بالطائرة وزار كل بلدان امريكا الجنوبية برا
كانت له طرق مبتكرة لتغطية تكاليف الرحلات في بداياته فكان يعمل في مطاعم الفنادق التي ينزل بها في غسل الاواني وحمل صناديق الخضر في اسواق الجملة
له مجموعة تذكارية من الطوابع البريدية والقطع والاوراق النقدية والميداليات والبطاقات الهاتفية والتحف الفنية من الدول التي زارها
نقل ابوراوي عدوي السفر الي زوجته وابنائه الذين شاركوه في 50من سفرياته في منزله الصغير المتنقل في حافلة حيث سافرو معه لكافة اوربا وتربع على عرش اشهر الرحالة العرب في العصر الحديث
محمد ناصر العبودي
هو اديب ومؤلف ويعد من اشهر الرحالة العرب سعودي الجنسية ولد في مدينة بريدة بالمملكة العربية السعودية في العام 1926م وتلقي تعليمه فيها ثم عمل معلما ثم مديرا للمعهد العلمي في بريدة ثم اصبح الامين العام للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لمدة13عام ثم اصبح وكيلا للجامعة نفسها ثم مديرا لها ، ايضا بعد ذلك شغل منصب الامين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامي
رحلاته ومؤلفاته
اتاح له عمله في رابطة العالم الاسلامي زيارة معظم اصقاع العالم وبداء اول رحلاته بافريقيا في العام 1965م برحلة امتدت لمدة 3شهور و17يوما اثمرت عن كتابه الاول افريقيا الخضراء وزار خلال مسيرته حوالي 160دولة والف حوالي 300كتاب وكان شغوف جدا ومهتم بكتابه كل تفاصيل رحلته وتدوينها وسردها باسلوب قصصي شيق ينقل تجاره الثره في الترحال فقد كان من الرواد ومن اشهر الرحالة العرب في العصر الحديث في تاليف كتب ادب الترحال وايضا كتب كتب في الدعوة والادب واللغة
حصل على العديد من الميدياليات والتكريمات والجوائز منها ميدالية الاستحقاق في الادب عام 1974م وحصل على جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية 2008-2009 ،كما فاز بجائزة شخصية العام الثقافية في العام 2021م في مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية من وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية ولقب بعميد الرحالة ،وتوفي في 1يوليو 2022 م عن عمر 96عام وفقد العالم العربي والاسلامي ايقونة ورحالة من الطراز الفريد واديب وكاتب وداعية كرس حياته ووقته لهذه الاعمال الجليلة التي يفخر بها المجتمع العربي والسعودي على وجه الخصوص وخلد اسمه ضمن اشهر الرحالة العرب في العصر الحديث