تفاصيل المقال

بولندا مغامرة عائلية

"يا إلهي، بولندا؟" هكذا صاحت الصغيرة ريم وهي تنظر إلى الكرة الأرضية الدوارة. كنا نجلس جميعًا في غرفة المعيشة، أنا (أبو خالد) وأم خالد، وخالد الابن الأكبر الذي يدرس الهندسة، وريم الصغيرة ذات العشر سنوات. كان الجو مشحونًا بالإثارة والترقب، فقد قررت مفاجأتهم برحلة صيفية غير متوقعة. كنت أبحث عن وجهة مختلفة، تجمع بين التاريخ والثقافة والمناظر الطبيعية الخلابة، والأهم من ذلك، تكون مناسبة لعائلة تبحث عن مغامرة. بعد بحث طويل في مدونة تربز، وقع اختياري على بولندا. لم يكن أحد منا يعرف الكثير عنها، باستثناء ربما بعض المعلومات التاريخية التي درسها خالد في الجامعة. "لماذا بولندا يا أبي؟" سألت أم خالد بفضول. ابتسمت وأجبت: "لأنها جوهرة مخفية، مليئة بالمفاجآت!" بدأت أستعرض الصور: المدن القديمة الملونة، والغابات الكثيفة، والبحيرات الهادئة، والجبال الشاهقة. بدت ريم أكثر حماسًا، وخالد بدأ يطرح أسئلة عن الهندسة المعمارية في المدن البولندية. أم خالد، بطبيعتها المتأنية، بدت مترددة بعض الشيء، لكنني عرفت أنها ستستمتع بالرحلة بمجرد أن تطأ قدماها أرض بولندا. لقد حجزت التذاكر والفندق عبر ويبوك استعدادًا لمغامرتنا البولندية التي لم تكن في الحسبان!

### وارسو: حيث يلتقي التاريخ بالحداثة

بدأت رحلتنا في وارسو، العاصمة النابضة بالحياة. فور وصولنا، انطلقنا لاستكشاف المدينة القديمة، وهي تحفة معمارية أعيد بناؤها بدقة بعد الحرب العالمية الثانية. كان المشي في شوارعها المرصوفة بالحصى بمثابة العودة بالزمن. توقفنا عند ساحة السوق القديمة، حيث استمتعنا بمشاهدة الفنانين ورسامي البورتريهات. ريم انبهرت بنافورة "سايرن" الأسطورية، رمز وارسو. زار خالد القصر الملكي وتعمق في تاريخ العائلة المالكة البولندية. أم خالد استمتعت بالمقاهي الصغيرة المنتشرة في كل زاوية، وتذوقت القهوة البولندية التقليدية. في المساء، حضرنا عرضًا موسيقيًا في مسرح وارسو الكبير، وهو تجربة ثقافية لا تُنسى. اكتشفنا أيضًا الجانب الحديث من وارسو، حيث الأبراج الشاهقة والمراكز التجارية الفاخرة. لقد كانت وارسو مزيجًا مثاليًا بين الماضي والحاضر، وأعطتنا لمحة عن ثقافة بولندا الغنية والمتنوعة. ولم ننس زيارة متحف انتفاضة وارسو لنتعرف على تاريخ بولندا المقاوم للاحتلال النازي.

### كراكوف: مدينة الملوك والأساطير

بعد وارسو، توجهنا إلى كراكوف، المدينة التي تُعتبر قلب بولندا الثقافي. كراكوف هي ثاني أكبر مدينة في بولندا، وكانت عاصمة البلاد لعدة قرون. بدأنا جولتنا بزيارة قلعة فافل، وهي قصر ملكي مهيب يطل على نهر فيستولا. تجولنا في قاعات القلعة الفخمة، وشاهدنا التحف الفنية والكنوز التاريخية. ريم انبهرت بأسطورة التنين الذي يسكن كهفًا تحت القلعة. استكشفنا أيضًا ساحة السوق الرئيسية في كراكوف، وهي واحدة من أكبر الساحات في أوروبا. تجولنا بين الأكشاك الملونة التي تبيع الهدايا التذكارية والأطعمة المحلية. تذوقنا "أوبوارزانك"، وهي خبز دائري تقليدي مغطى بالسمسم والملح. قمنا بزيارة كنيسة سانت ماري، وهي تحفة معمارية قوطية تتميز بواجهتها المزخرفة وبرجيها الشاهقين. وفي المساء، استمتعنا بعشاء تقليدي في أحد المطاعم البولندية، وتذوقنا "بيروجي"، وهي فطائر محشوة باللحم أو البطاطس أو الجبن. كراكوف كانت مدينة ساحرة، مليئة بالتاريخ والأساطير، وأثرت فينا جميعًا.

### زاكوباني: جنة جبلية لعشاق الطبيعة

قررنا الابتعاد عن صخب المدن والتوجه إلى زاكوباني، وهي بلدة جبلية تقع في جبال تاترا. زاكوباني هي وجهة شهيرة لمحبي الطبيعة والمغامرة. استأجرنا كوخًا خشبيًا دافئًا يطل على الجبال. قضينا أيامًا في المشي لمسافات طويلة في الغابات الكثيفة، واستمتعنا بالمناظر الطبيعية الخلابة. ركبنا التلفريك إلى قمة كاسبروفي فيرخ، حيث استمتعنا بإطلالات بانورامية على الجبال المحيطة. خالد استمتع بتجربة ركوب الدراجات الجبلية، بينما ريم لعبت بالثلج (حتى في الصيف!). قمنا بزيارة بحيرة مورسكيه أوكو، وهي بحيرة جليدية خلابة تقع في قلب جبال تاترا. استأجرنا قاربًا صغيرًا وتجولنا في البحيرة، واستمتعنا بجمال الطبيعة الخلابة. في المساء، استمتعنا بنار المخيم وشوينا المارشميلو، واستمعنا إلى قصص الأساطير البولندية. زاكوباني كانت ملاذًا مثاليًا للهروب من ضغوط الحياة اليومية، والتواصل مع الطبيعة والاستمتاع بالهواء النقي.

### غدانسك: لؤلؤة بحر البلطيق

أنهينا رحلتنا في غدانسك، وهي مدينة ساحلية تقع على بحر البلطيق. غدانسك هي مدينة ذات تاريخ غني، وكانت مركزًا تجاريًا هامًا لعدة قرون. بدأنا جولتنا بزيارة المدينة القديمة في غدانسك، وهي تحفة معمارية تتميز بمبانيها الملونة وشوارعها المرصوفة بالحصى. تجولنا في شارع دługa، وهو الشارع الرئيسي في المدينة، واستمتعنا بمشاهدة المباني المزخرفة والمتاجر الأنيقة. ريم انبهرت بنافورة نبتون الأسطورية، رمز غدانسك. قمنا بزيارة ميناء غدانسك، وهو أحد أكبر الموانئ في بحر البلطيق. استأجرنا قاربًا صغيرًا وتجولنا في الميناء، واستمتعنا بمشاهدة السفن الضخمة والرافعات العملاقة. زار خالد متحف الحرب العالمية الثانية) وتعمق في تاريخ المدينة خلال الحرب. أم خالد استمتعت بالتسوق في الأسواق المحلية، وشراء الهدايا التذكارية والحرف اليدوية. في المساء، استمتعنا بعشاء سمك طازج في أحد المطاعم المطلة على البحر. غدانسك كانت مدينة ساحرة، تجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي، وتركت فينا انطباعًا لا يُنسى.

### مقارنة بين المدن البولندية:

المدينة

التاريخ

الطبيعة

الثقافة

الأنشطة العائلية

وارسو

غني جدًا، أعيد بناؤها بعد الحرب

محدود، حدائق عامة

مسارح، متاحف، موسيقى

زيارة المدينة القديمة، المتاحف، الحدائق

كراكوف

مدينة الملوك، مواقع تاريخية

محدودة، بالقرب من الجبال

فنون، موسيقى، مطاعم

زيارة القلعة، الساحة الرئيسية، الكنائس

زاكوباني

أقل تاريخية، تركز على الطبيعة

جبال تاترا، غابات، بحيرات

ثقافة جبلية فريدة

المشي لمسافات طويلة، ركوب التلفريك، التزلج

غدانسك

تاريخ بحري، مدينة ساحلية

شواطئ بحر البلطيق

فنون، متاحف، مطاعم بحرية

زيارة المدينة القديمة، الميناء، الشواطئ

 

### أسئلة متكررة حول السفر إلى بولندا:

س: ما هي أفضل الأوقات لزيارة بولندا؟

ج: أفضل الأوقات لزيارة بولندا هي الربيع (أبريل-مايو) والخريف (سبتمبر-أكتوبر)، حيث يكون الطقس معتدلاً والأسعار أقل. الصيف (يونيو-أغسطس) هو أيضًا وقت جيد للزيارة، ولكن توقع ارتفاع الأسعار وازدحامًا.

س: هل بولندا دولة آمنة للسياح؟

ج: نعم، بولندا دولة آمنة جدًا للسياح. ومع ذلك، يجب اتخاذ الاحتياطات الأساسية لتجنب السرقة أو الاحتيال.

س: ما هي العملة المستخدمة في بولندا؟

ج: العملة المستخدمة في بولندا هي الزلوتي البولندي (PLN). يمكنك تغيير العملة في البنوك أو مكاتب الصرافة.

---

ملحوظة:

إن المدونة الهدف منها معلومات عامة تثقيفية عن المجال بشكل عام ولا يعني طرح أحد المواضيع او الخدمات بأنها متوفرة لدى تربز.

يمكنك زيارت موقعنا والحجز بطريقة سهلة ومريحة : اضغط هنا

للمزيد من الاستفسارت يمكن التواصل معنا عبر الواتساب : اضغط هنا

طلب مساعدة؟

التواصل الإجتماعى

حمل تطبيقنا الآن!